فصل: فصل: إذا تبين ذلك فهاهنا أصلان

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين **


فصل‏:‏ إذا تبين ذلك فهاهنا أصلان

الأصل الأول في الصفات

وهو‏:‏ أن يوصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفته به رسله إثباتًا بلا تمثيل، وتنزيهًا بلا تعطيل كما جمع الله تعالى‏:‏ بينهما في قوله‏:‏ ‏{‏ليس كمثله شيء وهو السميع البصير‏}‏ ‏[‏الشورى‏:‏ 11‏]‏‏.‏

فقوله ‏:‏ ‏{‏ليس كمثله شيء‏}‏ ‏[‏الشورى‏:‏ 11‏]‏ نفي متضمن لكمال صفاته مبطل لمنهج أهل التمثيل ، وقوله‏:‏ ‏{‏وهو السميع البصير‏}‏ ‏[‏الشورى‏:‏ 11‏]‏ إثبات لأسمائه وصفاته وإبطال لمنهج أهل التحريف والتعطيل، فنثبت ما أثبته الله لنفسه وننفي ما نفى الله عن نفسه من غير تحريف، ولا تعطيل، ومن غير تكييف، ولا تمثيل‏.‏ وهذا هو المنهج السليم الواجب المبني على العلم والحكمة والسداد في القول والاعتقاد وله دليلان أثري ونظري، وإن شئت فقل ‏:‏ سمعي وعقلي‏:‏

أما الأثري السمعي فمنه قوله تعالى‏:‏ ‏{‏ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون‏}‏ ‏[‏الأعراف‏:‏ 180‏]‏‏.‏

وقوله‏:‏ ‏{‏ليس كمثله شيء وهو السميع البصير‏}‏ ‏[‏الشورى‏:‏ 11‏]‏ وقوله‏:‏ ‏{‏فلا تضربوا لله الأمثال إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون‏}‏ ‏[‏النحل‏:‏ 74‏]‏ وقوله‏:‏ ‏{‏ولا تَقْفُ ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولًا‏}‏ ‏[‏الإسراء‏:‏36‏]‏‏.‏

وأما النظري العقلي فلأن القول في أسماء الله وصفاته من باب الخبر المحض الذي لا يمكن للعقل إدراك تفاصيله فوجب الوقوف فيه على ما جاء به السمع‏.‏